بــســم الله الرحــمــن الرحــيــم
المُباراة الـ 11 - 1 الشهيرة
|| الإدّعائات ||
في عام 1943 م ، وبـ التحديد في دور نصف النهائي لكأس إسبانيا ، مُباراة الإياب . ريال مدريد ينتصر على برشلونة 11 - 1 . العديد من الأعداء أرادوا إخفاء الحقيقة ، والإنتصار المُذهل للمرينغي على البلوغرانا ، وذلك بـ إدعاء أن الحكومة بـ قيادة الجنرال فرانكو تدخلوا في الموضوع .
أنصار الغريم يدّعون بأن مسؤولين من الحرس المدني دخل غرفة تبديل الملابس الخاصة بنادي برشلونة بين الشوطين وقاموا بـ تهديدهم بـ ألّا يتحدثون بـ اللغة الكاتالونية ( وهي لغة إقليمية ، يتحدث بها سُكّان شمال شرق إسبانيا ) لأن ذلك كان ممنوعًا لفترة وجيزة بعد الحرب الأهلية الإسبانية .
وهُنالك حكاية أخرى تقول بأن الضُبّاط الذين دخلوا إلى غرفة الملابس وجّهوا ضربة قاسية للاعبين برشلونة الشيء الذي جعلهم في حالة سيئة جدًا . وهُنالك حكاية أخرى تدّعي بأن مُمثلي الحكومة حاولوا ’ إقناع ’ الحكم بأن يجعل ريال مدريد هو الفائز في المُباراة .
|| الحقائق ||
يُمكن دحض هذه الإدّعائات بـ كُل سهولة ، وذلك من خلال الحقائق :
- الحرس المدني الذي دخل إلى غرفة تبديل الملابس لا يُمكنه أن يُهدِّدهم بـ عدم التحدث بـ اللغة الكاتالونية ، وذلك لأن القانون الذي يحظر ذلك كان في عام 1942 . مع الأخذ بـ الإعتبار بأن المُباراة لُعِبت في عام 1943 .
- السبب الرئيسي وراء هذه الحسارة - كما يزعم أنصار برشلونة - بأنهم تعرّضوا للضرب من قِبل الحرس ، ولكن حينها الريال إنتصر بـ نتيجة 8 - 0 في شوط المُباراة الأول ، أي قبل الدخول إلى غرفة الملابس . فـ بعد العودة منها الريال لم يُجِّل سِوى ثلاثة أهداف ، مُقابل هدف وحيد سجّله برشلونة .
- أما بـ النسبة لـ تهديد الحكم ، فـ الحقيقة تقول بأنه تم تحذير الحكم بـ جعل اللعب نظيف من كِلا الفريقين .
وتجب الإشارة إلى أن ريال مدريد وفي حُقبة حكم فرانكو لم يُحقق الألقاب مُنذ عام 1947 حتى عام 1954 . بل أن نادي برشلونة ونادي أتليتك بيلباو - والذان يقعان في مُقاطعتين مُحاربتين من قِبل فرانكو - هُما من حققوا أكثر عدد من الألقاب في فترة فرانكو . حيث أن بيلباو في ذلك الوقت حقّق الدوري مرة واحدة وأربع بطولات كأس ، فيما حصل برشلونة على خمسة ألقاب دوري ولقب واحد كأس . أما فيما يتعلق بـ المُباراة التي نتحدث عنها ، فـ كيف للمرء أن يقتنع بـ مثل هذه الحادثة ، إذا ما علِم بأن النهائي إنتهى بـ فوز بيلباو على مدريد بـ نتيجة 1 - 0 .
وأخيرًا ، نود إيضاح ما نشره برناردو سالازار - أحد المؤرخين الإسبانيين المعروفين رياضيًا بـ تأييده لنادي أتليتكو مدريد ’ مُنافس الريال ’ - في أحد كتاباته بأن اثنين من لاعبين برشلونة مِمّن شاركوا في مُباراة الـ 11 - 1 أكّدوا له بأنهم لم يلعبوا تحت أي ضغوط من قِبل رِجال الحكومة من أجل الخسارة في المُباراة .
اللاعبين الاثنين هُما خوسيه إسكولا - الذي لعِب 90 دقيقة كاملة في ذلك اليوم - والآخر هو دومينغو بالمانيا .
الشيء الحقيقي مِمّا تداوله أنصار الغريم هو الأجواء الساخنة التي تسبّب بها مُشجعين ريال مدريد - إطلاق الصافرات بين المُتفرجين عند مدخل الملعب - هذا الأمر يُعتبر مفهوم إذا أخذنا بـ الإعتبار ظروف مُباراة الأياب ، حيث أن الحكم إحتسب هدفين غير قانونيين بشكلٍ واضح ، مع إلغاء هدف صحيح لريال مديد . ومن المُثير بأن ريال مدريد تمكّن من تحقيق نتيجة تاريخية في مُباراة الأياب ، في يوم يجعل مُشجعين المرينغي يتفاخرون بها ، ويجعل الآخرين يخترعون القصص من خيالهم من أجل محاولة إخفاء عارهم .
الجنرال فرانكو يُساعد سانتياغو بيرنابيو
|| الإدعاء ||
من بين الحكايات الخيالية التي يتناقلها الـ ’ Anti Madridista ’ عن ريال مدريد ، هي العلاقة الوثيقة بين الجنرال فرانكو والرئيس التاريخي سانتياغو بيرنابيو . فـ وفقًا لـ مُنتقدي بيرنابيو فإن النجاح الذي حقّقه الرئيس خلال حُقبة فرانكو لم تكن ناتج من عمل سانتياغو ، ولكن بسبب الإهتمام الذي أبداه فرانكو في مُساعدة ريال مدريد ، على إعتباره رمزًا للديكتاتورية .
|| الحقيقية ||
العلاقة بين أفضل رئيس في تاريخ كرة القدم والسُلطات الإسبانية علاقة وديّة جدًا . فـ على الرغم من الروح الوطنيه القوية التي كان يملكها بيرنابيو ، إلا أنه كان دائمًا مُستقل سياسيًا ، وكان يجعل ناديه في مأمن من الدخول في الحرب الأهلية .
نظام فرانكو لم يُساعد ريال مدريد ، بل أنه قسى على الفريق في بعض الأحيان ، حيث إستخدم نجاحه المُذهل من أجل تعزيز الموقف السياسي دون طلب إذن من النادي .
بل أن من المُضحك وتجب الإشارة إليه ، أن بيرنابيو وصل لـ رئاسة النادي نتيجة حماية الحكومة لـ نادي برشلونة . حيث أن إنتصار ريال مدريد ( 11 - 1 ) سبّب الكثير من العنف ، ولإنهاء الموضوع قرّر مسؤولون الحكومة وبـ قرار ضالم إقالة رؤساء الناديين ، وذلك في الـ 15 سبتمبر من عام 1943 ، مما جعل سانتياغو بيرنابيو يستلم الرئاسة ’ بـ شكلٍ مؤقت ’ . إلا أنه خدم النادي حتى توفي يوم 2 يونيو من عام 1978 .
كما يجب أن نعرف بأن ريال مدريد أُعيدت تسميته بـ ’ نادي مدريد ’ . وذلك بسبب الحظر الذي يمنع إستخدام أي شيء يرمز إلى ’ الملكي ’ . الإسبان وبعد إنتهاء الحرب الأهلية إندهشوا كون الفريق الأنجح في البلاد ، أصبح أكثر المُتضرّرين ، فـ كيف لنا أن نتصور بأن عهد النصر ينتهي بـ هذه النهاية المُفاجأة ؟ ..
هذا وبعد إنتهاء الحرب في عام 1939 ، بدأت المُهمة الصعبة المُتمثلة بـ إعادة بناء الندي . حيث كان يجب على النادي - الذي كان يمتلك 300.000 بيزيتًا - إعادة بناء الملعب الذي دُمِّر خلال الحرب ، نظرً إلى أنه كان يُستخدم كـ مُعسكر للإحتجاز . إلى جانب ذلك كان يجب على النادي جذب الناس من أجل العودة لـ مُشاهدة المُباريات من جديد ، وكذلك جلب لاعبين جُدد - حيث كان الفريق لا يملك سِوى خمسة لاعبين فقط من تشكيلة الفريق لعام 1936 . تحقيق هذه الأهداف أشبه بـ المُهمة المُستحيلة تقريبًا ، لاسيما وأن تُراث النادي تعرّض للنهب . إلى جانب ذلك لم تكن هُنالك تعليمات رسمية تُساعد النادي ، لأن الجيش الإسباني إتّخذ نادي أتليتكو مدريد كـ فريق له حتى وأنّه قام بـ تغيير اسمه إلى أتليتكو الطائرات ( وذلك بعد إندماجه مع فريق الطائرات الوطنيه - الفريق الذي أسّسه أفراد الجيش - ) الجميع يعرف هذه الحقائق ، ولكنّه يُفضّل الإستمرار فيما هو عليه .
وكان بيرنابيو عندما وصل إلى رئاسة النادي ، كان يجب عليه إن يتخطا جميع هذه المشاكل ، هو بـ الفعل تمكّن من العمل الشاق بـ مُساعدة عشاق ريال مدريد بما فيهم أدولفو ميلينديز وبيدرو باراجيس وأنطونيو وبيرالبا وماركيز من بلغاريا وذلك للعودة بـ النادي إلى أعلى المراكز .
ومن أجل دحض أكاذيب ’ كارهي مدريد ’ حول شخصية سانتياغو بيرنابيو والتي لا تشوبها شائبه ، نُريد التأكيد بأن بيرنابيو كان يملك شخصية قوية ، حيث أنه لم يقبل عدم تدخل الحكومة من أجل مُساعدة ريال مدريد خلال فترة إعادة البناء .
في هذا الوقت كانت إسبانيا قد تضرّرت صورتها الدولية كثيرًا ، حيث عانت على المستوى الإقتصادي وإنعدمت الحقوق الديمقراطية . ولم يعود شيء تتفاخر به بين بقية العالم سِوى إنتصارت ريال مدريد خلال تلك الفترة ، وخصوصًا في مُسابقة دوري أبطال أوروبا ( البطولات الخمسة الأولى ) . وهذا خير دليل على أن ريال مدريد كان أفضل فريق في العالم آنذاك . حيث لا يُمكن للأمور السياسية الدخول في البطولات الأوروبية . بل أن ريال مدريد حينها كان بـ مقدروه تحقيق البطولة السادسة على التوالي ، ولكن الحكم ألغى أربعة أهداف صحيحة ، وبذلك خسر الفريق 2-1 وخرج من المُنافسة بـ طريقة غير عادلة ويُمكن القول بأنها واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ كرة القدم .
كما تجب الإشارة إلى أن بيرنابيو كان في صراعات عِدّة مع رؤساء الإتحاد الأوروبي في الأعوام التي إنتصر فيها الفريق . هذا ولم يكن يجب التغلب على رئيس الإتحاد الأوروبي فـ حسب ، بل كان يجب الصبر على التحيكم الأوروبي المُخزي خلال تلك السنوات . عمومًا فإن كُل هذا يُمكن لـ بيرنابيو أن يُسامح عليه ، ولكن لا يُمكن نسيانه .
ريال مدريد أراد أن يُهدي الإتحاد الأوروبي تذكار بسيط يُذكِّرهم بـ هيبة النادي ، هذا التذكار كان عِبارة عن رفض ريال مدريد المُشاركة في البطولة الأوروبية . هذا القرار أثار غضب الإتحاد الأوروبي ، الشيء الذي جعلهم يبدأون حمله جديدة من أجل مُكافحة ريال مدريد وذلك من خِلال التحكيم مرة أخرى .
ومن صِراعات بيرنابيو مع فرانكو ، هو مُشكلته مع رفيق فرانكو في المعركة ، أستاراي الذي كان رئيسًا لـ ميلان كان صاحب مزاج مُروّع . حيث كان أستاراي متواجد في ملعب تشامارتن - أحد الملاعب المتواجدة في مدريد - خلال أحد المُباريات ، وذهب بعيد جدًا مع زوجة أحد الضيوف . وعندما سمِع سانتياغو بـ ذلك ، باشر الموضوع بـ نفسه ، ووقف بـ جانب الضيف وقام بـ طرد أستاراي ومنعه من الدخول إلى الملعب . مِمّا أجبر أستاراي على أن يُهدّد بيرنابيو بـ القتل ، إلا أن غراندس مونيوز - الذي خدم مع بيرنابيو أثناء الحرب الأهلية - منع أشياء من أجل تجاوز هذه الكلمات .
سلوك بيرنابيو بعد الحرب العالمية الثانية لا يُمكن تصوّره ، ويُمكن أن يكون بطل حقيقي . ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على قوة شخصية هذا الرجل . هو وخلال مُباراة كرة سلّة بين ريال مدريد ومكابي تل أبيب ، منح بيرنابيو الجنرال الصهيوني موشيه دايان - الذي كان يفخر بأنه مؤيد مخلص لـ ريال مدريد - شارة من ذهب . وهذا ما تسبّب في غضب غير مسبوق من الحكومة الإسبانية - لأن فرانكو لم يكن يعترف بـ اسرائيل كـ دولة - . ما جعله يُقدّم نذر ’ الكراهية الأبدية ’ لـ سانتياغو . ونتيجة لذلك في عام 1973 إعترضت الحكومة على مشروع بيرنابيو وهو بناء ملعب جديد ، بل وأعاقت البناء .
في الوقت نفسه ، ساعد فرانكو نادي برشلونة ( النادي الذي لا زال يعتبر نفسه مُحارب من قِبل فرانكو خلال تِلك السنوات ) وذلك بـ سماحه لـ بيع الأراضي بأسعار مُرتفعة ، مِمّا ساعد الكتلان على إنهاء الأزمة المالية التي عانوا منها . الأمر الآخر هو أمر فرانكو بـ تعيين رئيس بلدية المدينة السيد خوسيه ماريا دي بورسيوليس كـ عضو شرف لنادي برشلونة ، مِمّا ساعد النادي على تسديد الديون في بداية الستينات . وفي عام 1965 أعلن رئيس مجلس وزراء إسبانيا السيد توركواتو فرنانديس ميراندا عن صداقته مع أحد أعضاء نادي برشلونة السيد خوان جيش .
رُبما أن كُل هذه الأمور حدثت بسبب كثرة التواصل بين برشلونة وأشخاص داخل الحكومة ، لـ درجة أن رؤساء النادي كانوا سيّئين السمعة وذلك بـ مُناصرة فرانكو . من ناحية أخرى فإن رئيس ريال مدريد أو ’ فريق فرانكو ’ كما يقولون سانتياغو بيرنابيو عانى من سلسلة من التأنيب . ولم يتمكّن من الفوز بـ الألقاب إلا داخل الملعب فقط .
بـ خصوص توقيع الفريدو دي ستيفانو ، هل ريال مدريد سرقه من برشلونة ؟
|| الإدعاء ||
مُنذ عام 1929 حتى عام 1953 لم يتمكن نادي ريال مدريد من الفوز سِوى بـ لقبين من أصل 22 بطولة دوري . ولكن خلال أحد عشر عامًا ، وبـ التحديد مُنذ عام 1953 - أي في العام الذي وصل فيه دي ستيفانو - حقّق ريال مدريد ثمانية بطولات دوري ، ومرتين الكأس اللاتينية وخمسة ألقاب كؤوس أوروبية ، وكأس القارات .
توقيع دي ستيفانو لـ ريال مدريد أتى بعد مُنافسة مع غريمه نادي برشلونة . وفي بعد مرور الأعوام ، إدّعى ’ البرشلونيستا ’ بأن الحكومة تدخلت من أجل تحويل الصفقة من ناديهم إلى ريال مدريد . وكذلك يدّعون بأن نادي العاصمة إستخدم جميع الطرق القذرة من أجل الحصول على اللاعب . ولكن مرةً أخرى الواقع يختلف عن الحقيقة إختلافًا كبيرًا .
|| الحقائق ||
أصبح معروفًا الفريدو دي ستيفانو لدى مُشجعين ريال مدريد بعد أحد المُباريات التذكارية . وبعد ذلك أصبح مجلس إدارة النادي مُهتم بـ التوقيع معه على الفور من ناديه ، ولكن المسؤولين في النادي أشاروا إلى إستحالة توقيعه وذلك بسبب ’ ميثاق ليما ’ ، الذي جعل التعاقد مع اللاعب مُعقد .
فـ بالعودة إلى الوراء بـ سنوات ، كان الفريدو دي ستيفانو يلعب في الدوري الأرجنتيني في عام 1947 ، حيث لعب لـ ريفر بلايت وأصبح هدّاف الفريق بـ رصيد 27 هدف . إلا أن الوضع تغيّر بشكلٍ جذري بعد الإضراب الذي دعت إليه الرابطة الأرجنتينية لـ كرة القدم . والتي منعت دي ستيفانو من اللعب حتى مايو من عام 1949 . ولكن وبحلول ذلك العام أصبحت معنويات الفريدو سيّئة وعلاقته مع الحُكام كانت ضعيفة جدًا ، وفي أغسطس من العام نفسه إنتقل اللاعب إلى كولومبيا .
في تلك السنة ، كانت الكرة الكولومبية تمر في مرحلة تقسيم . وكان رؤوساء النادي تركوا إتحاد الكرة الكولومبية وأنشأو رابطة كولومبية ، وبدأو بـ التوقيع مع اللاعبين ودفع مبالغ عاليه لـ جلبهم . من بين هؤلاء اللاعبين كان الفريدو دي ستيفانو الذي وقّع مع نادي لميلوناريوس دي بوغوتا - وهو أحد الأندية التي لم تعترف بـ حقوق الرابطة الجديدة - ، وبدء من ذلك الوقت الصراع الطويل الذي تم حلّه في عام 1951 وذلك تحت ميثاق ليما . ولكن في الواقع إعترف ناديه بأن حقوق اللاعب سـ تعود لـ ناديه السابق ريفر بلايت في الـ 31 ديسمبر من عام 1954 .
دي ستيفانو كان قد هاجر من الأرجنتين من أجل أن يتغيّر الوضع في كولومبيا ، إلا أن الجماهير كانوا يتناقصون في العدد من مُباراةً إلى أخرى . أما بـ النسبة للاعبين فـ قد أصبح الأمر أكثر صعوبة ، حيث أنهم أصبحوا لا يتقاضون رواتبهم . وخلال رحلة الفريق إلى تشيلي في نهاية عام 1952 ، أعلن دي ستيفانو عن تمرّده ، ومن ثم سافر إلى بوينس آيرس وقرّر عدم العودة إلى كولومبيا . مُفكّرًا بـ إعتزال كرة القدم . ناديه ميليوناريوس كان قد أعطى دي ستيفانو مبلغ 4000 دولا مُقدمًا ، ما جعله يطلب من إتحاد كرة القدم منع اللاعب من التوقيع مع أي نادي آخر . ونتيجةً لـ هذا القرار كان اللاعب غير قادر على التوقيع مع أي نادي مُنذ عام 1953 ، وكان يجب عليه الإنتظار حتى عام 1955 من أجل العودة إلى ريفر بلايت .
في هذا الوقت ، كان برشلونة وبعد وصول كوبالا قد عزّز هيمنته في كرة القدم الإسبانية . حيث فاز بـ الكأس في أعوام 1951 و 1952 والدوري عام 51-52 ، ومع ذلك فإن الفريق وفي بداية 1953 إكتشف بأن كوبالا يُعاني من مرض في الرئة ، الشيء الذي أثار مخاوف جديّة حول مُستقبل اللاعب . رئيس الفريق أنريكي مارتي وخوسيه ساميتيير بـ دورهم أرادوا تعويض غياب كوبالا وذلك بـ التوقيع مع نجم يُمكنه أن يحل محله . في هذه الأثناء برشلونة وضعت عينها على دي ستيفانو ، وبـ الفعل بدأت إتصالاتها مع ريفر بلايت - على الرغم من أن حقوق اللاعب لا زالت عند ميلوناريوس - . ومع ذلك وصل رئيس برشلونة إلى إتفاق مع ريفر بلايت يقضي بـ إنتقال اللاعب بـ 4 مليون بيزيتا ، وذلك إبتداءًا من الأول من يناير لـ عام 1955 .
في 23 مايو من عام 1953 وصل دي ستيفانو إلى برشلونة ، ولكن حينها كوبالا كان قد تشافى تمامًا من المرض الذي ألمّ به . بـ دوره رئيس برشلونة مارتي سافر من أجل حل قضية دي ستيفانو مع ميليوناريوس ، في المُقابل فإن رئيس النادي الكولومبي طلب 27.000 دولار ( أي ما يُقارب الـ 500.000 بيزيتا ) من أجل السماح للاعب بـ الإنتقال . هذا الشيء جعل رئيس برشلونة يرفض ، ويُعلن بأنه على إستعداد لـ ترك دي ستيفانو لـ مُدة عام آخر .
بينما الحال كذلك ، تدخّل نائب رئيس ريال مدريد ألفارو بوستامانتي وأرسل رايموندو سابورتا إلى بوغوتا ومعه المبلغ المطلوب من نادي ميليوناريوس . وحالما تم الإتفاق ، سافر سابورتا إلى بوينس آيرس من أجل شراء المُتبقي من عقد اللاعب والذي يملكه نادي ريفر بلايت ، ولكن هذا كان لا يُمكن تحقيقه ، حيث أن النادي الكاتالوني دفع 2 مليون بيزيتا للأرجنتينيين . ومع ذلك حصل سابورتا على تعهد من ريفر بلايت عدم التدخل في حال حدوث أي نزاع بين الطرفين . وبـ الأخذ بـ عين الإعتبار بأن دي ستيفانو لاعبًا لـ ريال مدريد ، في تلك اللحظة سافر سابورتا إلى برشلونة من أجل إجراء الإتصالات ، حيث أن اللاعب كان يشعر بأن برشلونة لا تُريده ، ولكن الشعور غير كافي لـ حل القضية ، خصوصًا وأن اللاعب لم يلعب سِوى ثلاثة مُباريات وديّة مع النادي . في المُقابل فإن سابورتا قام بـ تشجيع اللاعب ، ودفع له المال كـ لاعب لـ ريال مدريد وهذا شجّع زوجته - التي كانت قلقة على ميزانية الأسرة - . وبعد إسبوع واحد إجتمع رئيس ميليوناريوس وسانتياغو بيرنابيو في مدريد ، وأنهوا الصفقة ، وأصبح دي ستيفانو لاعبًا لـ ريال مدريد حتى 1 يناير من عام 1955 .
في هذه الحالة ، اللاعب أصبح يمتلك عقدين ، لذا فإن إتحاد الكرة الإسبانية لم يمنح دي ستيفانو ترخيص عمل حتى يتم حل هذا الخلاف . لذا كان يجب على كِلا الفريقين التوصل إلى إتفاق . وخلال هذه الأحداث ، فقد رئيس برشلونة أعصابه وقام ببيع عقد اللاعب إلى يوفنتوس تورينو دون إبلاغ دي ستيفانو بـ ذلك ، ما أدّى إلى غضب الفريدو . وبعد رفض يوفنتوس التفاوض مع لاعب وضعه مُعقّد , قرّر نادي برشلونة الإتصال بـ ريفر بلايت من أجل سحب العقد وإعادة الملايين التي دُفِعت ، وهذا ما يرفضه الريفر . هذا الأمر جعل الفيفا يُعيّن أرماندو مونوز كاليرو - رئيس الإتحاد الإسباني السابق - والذي كان يعمل بـ قوة للتوقيع مع كوبالا ، بل وعمل كـ وسيط في الصفقة . كاليرو بـ دوره إتخذ قرارًا وهو أن يلعب دي ستيفانو مع ريال مدريد موسمي 53 -54 و 55 - 56 ، كما يلعب لـ برشلونة في عامي 54 - 55 و 56 - 57 ، وبعد ذلك يُقرِّر الناديين ما سيحدث بـ مُستقبل اللاعب .
في بادئ الأمر ، إتفق ريال مدريد وبرشلونة على هذا القرار . ومع ذلك كانت هُنالك مشاكل جديدة ، وهي أن اللائحة الجديدة تمنع الأندية الإسبانية من التوقيع مع لاعبين أجانب وذلك إبتداءًا من 24 أغسطس 1954 . وفي هذه النقطة أتى التدخل الحكومي في القضية ، حيث سمح للاعبين الذين تفاوضوا مع الأندية قبل تاريخ 22 أغسطس بـ التسجيل ، ريال مدريد بـ دوره قدّم رخصة دي ستيفانو للإتحاد الإسباني من أجل تسجيله بشكل رسمي . وقبل بضع ساعات كان رئيس نادي برشلونة قدّم إستقالته بسبب أخطاء أرتكبها خلال التوقيع مع اللاعب .
اللجنة المُختصة بـ دورها قالت بأنها لن تسمح بـ تسجيل اللاعب مع برشلونة إلا في حالة دفع تعويضات إقتصادية لـ ريال مدريد بعد الإنفاق الذي بذله خلال المفاوضات . وفي يوم 25 أكتوبر من عام 1953 أي قبل مُباراة ريال مدريد وبرشلونة في تشامارتن - ملعب في مدريد - وقّع برشلونة على وثيقة تخلّيه عن اللاعب بـ شكلٍ رسمي . مع العلم بـ أن ريال مدريد وافق على أن يدفع برشلونة مبلغ 4.400.000 بيزيتا كـ تعويض . وأثناء المُباراة فاز ريال مدريد على برشلونة بنتيجة 5 - 0 ، وكان دي ستيفانو - الذي رفضه برشلونة - قد سجّل هدفين في المُباراة . وحينها بدأ عصر دي ستيفانو الذهبي في كرة القدم المحلية والدولية .
|| أكاذيب برشلونة ||
- ريال مدريد لم يتنصّت على مفاوضات برشلونة وريفر بلايت من خلال الهاتف ، كما يدّعون .
- لم يكن هُنالك تدخل من قِبل الحكومة . إذا أن تسجيل اللاعبين كان فعّال مع الأندية الأخرى ، وإستفادات منه أندية أخرى مثل فالنسيا وبلد الوليد .
- ما ذُكِر في موقع برشلونة غير صحيح ، بأن دي ستيفانو كان قد أُعير لـ نادي ميلوناريوس بوغوتا ، حيث أن النادي الكولومبي كان يملك عقد اللاعب حتى الـ 31 ديسمبر من عام 1954 ، وبـ التالي كان يستطيع بيع اللاعب . كما أن تأييد الفيفا لـ برشلونة غير صحيح ، حيث أن الفيفا أعلن بأن كِلا الناديين على حق ، وتوصلوا لـ إتفاق . بل وكان برشلونة قادرًا على الإحتفاظ بـ اللاعب لو أنه كان قد دفع المبلغ المطلوب من الكولومبيين . لكن ريال مدريد أظهر مهارات التفاوض وخطف اللاعب .
||الخُلاصة ||
دي ستيفانو كان يملك عقدين ، عقد مع ريفر بلايت يبدأ 1 يناير من عام 1955 وعقد آخر مع ناديه الكولومبي ميلوناريوس يبدأ في أغسطس من عام 1949 حتى الـ 31 ديسمبر من عام 1954 . برشلونة وقّع مع اللاعب عن طريق نادي ريفر بلايت .. والريال وقّع مع اللاعب أيضًا عن طريق العقد الذي يربطه بـ ميلوناريوس .. أي أن كِلا الطرفين - الريال وبرشلونة - كان عقدهم صحيح ..
الفيفا أعطاهم حل بأن دي ستيفانو يلعب موسمين مع الريال وموسمين مع برشلونة ، والطرفين وافقوا ، لكن ظهر قرار بـ منع تسجيل اللاعبين الأجانب في الليغا ، لكنهم قاموا بـ عمل إستثناء ، بـ حيث أن اللاعبين الذين تفاوضوا قبل 22 أغسطس يقدرون يسجّلون واللي بعد هذا التاريخ ما ينفع حسب القرار الجديد - هذا القرار كان ساري على جميع الفرق وليس ريال مدريد فقط - .
برشلونة تنازل رسميًا عن عقد اللاعب في يوم 25 أكتوبر من عام 1953 .. رغم أن الريال قبل بأن يدفع برشلونة 4.400.000 بيزيتا ، ويستمر الإتفاق السابق - وهو أن يلعب دي ستيفانو موسمين للريال وموسمين لـ برشلونة - .
صانع إنجاز البلوغرانا ’ كوبالا ’ وخطفه من الريال !
|| الإدّعاء ||
الكتلان يُردِّدون جُملة شهيرة وهي ’ ريال مدريد سرق منّا دي ستيفانو وذلك بـ مُساعدة فرانكو ’ . عزيـزي القارئ أُنظر لـ هذه الفضيحة التي إرتكبها برشلونة في حق مدريد . ’ البرشلونيستا ’ يدّعون بأن ريال مدريد أجرى مُحادثاته مع كوبالا ، إلا أن فريقهم تمكّن من خطفه بعد أن أجرى معه إتصالات قبل مدريد بـ عدة أشهر .
|| الحقيقة ||
كوبالا كان قد جعل من برشلونة فريق لا يُمكن إيقافه ، حيث فاز بـ جميع البطولات معهم تقريبًا وذلك من عام 51 - 53 ، حيث حقّق الفريق لقب الدوري في عام 1951 ، قبل أن يمر في موسم ’ الخمسة ألقاب ’ كما يُسمى وذلك في الموسم الذي تلاه . حيث حقّق كوبالا مع برشلونة الدوري والكأس والكأس اللاتينية وكأس إيفا دوارتي وكأس مارتيني روسي . كوبالا حقّق الدوري مع أبناء كاتالونيا في أعوام 1952 ، 1959 ، 1953 و 1960 ، وكأس القائد العام أعوام 1957 ، 1954 و 1959 ، وكأس المُعارضة عاميّ 1958 ، 1960 . وكان أحد أهم أسباب إقبال الجماهير على ملعب الكامب نو .
كوبالا كان قد تعرّض لمشاكل مع نادي السابق لفاشاش بودابست ، على إثره هرب من البلاد بـ زي جندي سوفيتي ، وذلك بسبب مشاكل شيوعية في المجر ، وبعدها إنضم لـ نادي يُدعى هنغاريا ، هذا النادي كان يضم لاعبين مجريين بالإضافة لـ رومانيين وألبانيين ويوغسلافيين . ريال مدريد من جهته وجِّهت له دعوة للعب مُباراة ودية أمام هذا الفريق . المرينغي قبِل العرض بـ الفعل ولعِب المُباراة في ملعب تشامارتن في الـ 5 من يونيو عام 1950 . في تلك المُباراة تألق كوبالا كـ صانع ألعاب وشارك في تسجيل فريقه هدفين في المُباراة التي فاز بها الريال بنتيجة 4 - 2 . زيارة هنغاريا لـ مدريد لم تكن للعب مُباراة ودية فـ حسب ، بل أن الريال أراد ضم كوبالا ، لكن أحدهم إقترح بأن يكون مُدرب الهنغاريين دايوكيك - وهو شقيق اللاعب - أن يكون مُدربًا للوس بلانكوس ، الشيء الذي رفضه ريال مدريد ، ولكنه أبقى الموضوع محل دراسة .
وبعدها بـ بضعة أسابيع وبعد أن لعِب كوبالا أحد المُباريات في برشلونة ، أصبح لاعبًا لـ البلوغرانا - الذي لم يقبل هو الآخر أن يُشرف عليه دايوكيك - . في 16 يونيو أصبح كوبالا لاعبًا لـ برشلونة لـ مُدة ثلاثة سنوات مُقبلة ، ولكن الغريب هو أن يوقّع معه كـ لاعب ’ هاوي ’ . بعد ذلك مُباشرة ريال مدريد إتهم برشلونة أنه إنتهك ميثاق العدوان بين الناديين إلا أن رئيس برشلونة ونائبه نارسيسو دي كاريراس إدّعوا بأنهم أجروا إتصالات لـ ضم اللاعب قبل أشهر ، رغم أنهم لم يكونوا يملكون أي أدلة على ذلك .
ورغم ذلك برشلونة واجه عقبة في إنتقال اللاعب ، حيث كان كوبالا لا يُمكنه اللعب بـ شكل رسمي مع الفريق ، وذلك بسبب أنه لم ينتقل من ناديه السابق لفاشاش بودابست . كاريراس إدّعى بأنه حصل على دعم من الإتحاد الإسباني وخاصة من رئيسه مونيوز كاليرو ، فـ وفقًا لمجلس برشلونة فإن اللاعب أصبح حُرًا وله الحُرية الكاملة بـ إتخاذ القرار . مع أن السكرتير العام لإتحاد الفيفا السيد ريكاردو كابوت أكّد بأنه لا يصح لأي نادي التوقيع مع لاعب مجري وذلك حسب قرار الفيفا الصادر ، بسبب المشاكل السياسية .
في يوليو من عام 1950 ، مسؤولين نادي هنغاريا كانوا يسعون لـ حلّ مشاكلهم بعيدًا عن الآخرين ، في تلك اللحظة كوبالا أدرك بأن مُستقبله مع هذا النادي ، وعقده كـ لاعب ’ هاوي ’ مع برشلونة لم يُجدي نفعًا ، لذلك فإنه لعِب المُباراة الأخيرة مع هنغاريا وأرسل رسالة إلى ريال مدريد لإمكانية إعادة المفاوضات معهم من جديد ، ومع ذلك لم يحصل كوبالا على هدفه في نهاية المطاف ، وكان على وشك أن يفقد إستثائيته كـ لاعب ، وبعد إهتمام الريال به ، قرّر برشلونة على الفور تسجيله كـ لاعب رسمي مع الفريق .
وإستمر الحال هكذا حتى 12 أكتوبر من عام 1950 ، عندما ظهر كوبالا في مُباراة وديّة مع برشلونة أمام أوساسونا . ريال مدريد تفاجأ بـ ذلك ، وخاطب الإتحاد الإسباني بـ قوله بأن قبل فترة وجيزة الفيفا كانت تمنع التوقيع مع لاعبين مجريّين . وأتى الرد من الإتحاد الإسباني بـ قوله :" الرجل المذكور ، بالإضافة لباقي زملائه المجريين ، لا يُمكنهم أن ينضمون لنادي تابع قانونيًا للفيفا ، ما لم يُقِّم شهادة إنتقاله من قِبل إتحاده الأصلي ، وفي هذه الحالة لا يُمكن الموافقة على أن يلعب مُنذ تركه للنادي الذي يملك عقده . وعليه فإن المُشاركة في المُباريات الودية لن يكون مُمكنًا ، إذا لابد من أن يُسجّل في النادي الذي ينوي التعاقد معه . هذا قرار الإتحاد ، ويجب الإلتزام به ، ولن يتم مُناقشة ذلك مُجددًا " .
لكن الإتحاد لم يقوم بـ تغريم نادي برشلونة سِوى 50 بيزيتا - أي ما يُقارب الـ 100 يورو في وقتنا الراهن - وهذا يُعتبر مبلغ مُضحك لما جمعه برشلونة من المُباراة الودية التي لعب فيها كوبالا . هذا القرار أدّى إلى أن برشلونة يُشرك اللاعب أمام سرقسطة وكذلك في مُباراتين أمام آينتراخت فرانكفورت . وفي جميع الأحوال تم تغريم برشلونة غرامة بسيطة . هذا التواطؤ مع برشلونة يبدو أكثر وضوحًا . هذا وقد تم حل المُشكلة مع نادي فاشاش بودابست كما توقّع رئيس برشلونة مونتال ’ دون الكثير من المتاعب ’ .
في الواقع ، أنه في عام 1951 كان كوبالا مُجرد لاجئ سياسي ، أي أنه يفتقر للإنتقال من المجر . لكنه وفي الوقت نفسه حصل على الجنسية الإسبانية ، وتم حل المُشكلة الناتجة من هذه العملية ، بل وأنه أقام مع عرّابه ورئيس الإتحاد الإسباني أرماندو مونيوز كاليرو . وبعد فترة قصيرة دُفِع مبلغ 12 مليون ليرة لبرو باتريا و 300.000 بيزيتا لنادي فاشاش بودابست من أجل تفادي المشاكل مع الإتحاد المجري ، وبالتالي إنتقل اللاعب لـ برشلونة .
هذا التوقيع للفريق الكتالوني وبهكذا وقت ، كفيل بإيضاح بأنه تم بـ مُساعدة المسؤولين في الحكومة . ليس هُنالك دليل على أن برشلونة أجرى إتصالات مُبكِّرة مع كوبالا ، ولكن الشيء الأكيد جدًا هي مفاوضات ريال مدريد . بيرنابيو لم يكن يقبل أن يُفرض عليه مُدرب ، ولكن الوضع كان يُمكن أن يكون مُختلفًا لو كان يعرف بأنه من السهولة للحكومة أن توقّع مع اللاعب .
في تلك السنوات تم تعيين رؤوساء لنادي برشلونة من قِبل الحكومة مثل أجيوستي مونتال . فـ بعد عام واحد من وصول كوبالا إلى إسبانيا تم منحه الجنسية بـ مُساعدة من رئيس الإتحاد الإسباني . مثل هذه القصة الغريبة تُخبرنا بأن ريال مدريد كان يُعامل بطريقة سيّئة . ولكن هذا لم يمنع الكتلان من أن يشكو من توقيع دي ستيفانو للريال ، لأن الأمور لم تسير كما يُريدونها في بعض الأوقات .
فضيحة في كأس الإتحاد الأوروبي
|| الإدعائات ||
ريال مدريد دائمًا ما كان مُساعد من قِبل الإتحاد الأوروبي حتى أنه تمكّن من تحقيق نجاحات كبيرة في عصره الذهبي . وعلى العكس ، فإن أنهم يقولون بأن برشلونة دائمًا ما يقف في طريقه الحُكّام لمنعه من تحقيق الإنجازات .
|| الحقائق ||
في بداية موسم 60 - 61 ، كان ريال مدريد الفريق الأقوى في العالم بلا مُنازع ، وذلك بعد فوزه بخمسة ألقاب أوروبية في خمسة أعوام مُتتالية ، كما أنهم حقّقوا كأس القارات بـ الفوز على بينارول دي مونتيفيديو ’ بطل أمريكا ’ بنتيجة 5 - 1 . ريال مدريد في هذا الموسم لا أحد كان يشك بـ عبوره للدّور المُقبل عندما يُلاقي غريمه نادي برشلونة ، حتى ولو كان البلوغرانا بطل إسبانيا ، ومع ذلك فإنه لم يكن حكم واحد بل حكمين اثنين منعوا ذلك .
هذا وبدأت المُباراة الأولى في السانتياغو بيرنابيو في الـ 9 من نوفمبر لـ عام 1960 ، مع وجود حشد مُتحمس للقاء . ريال مدريد بدوره قدّم مُباراة رائعة ، الشيء الذي وضعه مُتقدّمًا قبل نهاية المُباراة بدقيقتين ، وفي هذه الأثناء أرسل البرشلوني إيفاريستو تمريرة طويله لكوتشيش المجري - الذي كان يقف في موقف تسلل واضح - وأتى الهدف لبرشلونة وسط دهشة جميع من في الملعب . الحكم الإنجليزي ’ آرثر إيليس ’ لم يكتفي بـ تجاهل التسلل فـ حسب ، بل أنه أشار إلى ركلة جزاء لـ برشلونة ، كانت كفيلة بجعل النتيجة 2 - 2 .
الصحف الأوروبية بدورها غطّت هذه المسرحية المُثيرة للجدل ، حيث أن صحيفة باريس برس أجرت عِدّة لقائات مع الحُكّام ، حيث قال إيليس :" أنا مُتأكّد تمامًا بأن الحكم المُساعد أشار لي بـ علمه ، ولكن كانت للإشارة إلى عقوبة " . ومع ذلك ، إلا أن المُساعد السيد تيوارت قال للصحفي نفسه :" التسلل كان واضح على لاعب برشلونة ، لقد شاهدته " وعندما سُئِل لماذا لم يقول شيئًا عندما إحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء ، أجاب قائلًا :" أعتقدت بأن إيليس لديه سبب وجيه لإحتساب ركلة الجزاء . لذا بقيت على رأيي وأحتُسِبت ركلة الجزاء " .
أما لقاء الإياب فـ قد كان من تصميم الإتحاد الأوروبي عندما لُعِب في الـ 23 من الشهر نفسه في برشلونة . هذه المرة أتت المُساعدة من حكم إنجليزي آخر يُدعى ريج ليافي . فـ بإعتبار الحكم آرثر إيليس قدّم خطأ إستثنائي ، فـ لا يُمكن إعتبار آداء الحكم ليافي في برشلونة سِوى سرقة مُتعمّدة . فـ من الصعب جدًا العثور على مُباراة في تاريخ المُسابقة تؤكد إستفادة فريق من التحكيم أمام نفس الفريق . هذه المُباراة كانت قد عُرِضت على شاشات التلفزة ، لذلك نحن لا نتحدث عن مُجرد كلام مكتوب . ويُمكن للمُشجعين رؤوية الصور التلفزيوينة ، إذا ما كان الحكم مُحايد أم لا ، وسيتأكّدون بأن ما حدث هو ما قد كُتِب .
ريال مدريد كان قد بدأ المُبارة بشكلٍ أفضل من مُنافسة . ومع ذلك ، تمكّن برشلونة من إفتتاح النتيجة في الدقيقة 25 . وبعد دقيقتين تحصّل أحد لاعبين ريال مدريد على ضربة جزاء ولكن الحكم لم يحتسبها وبقي اللاعب مُلقى على الأرض ، وذهبت الكرة إلى لاعب آخر ، وتمكّن من تسجيل الهدف الأول لـ ريال مدريد ، ولكن ليافي لم يحتسب الهدف ، ومنح خطأ .. ولكنّه كان ضد ريال مدريد !
في الشوط الثاني سجّل برشلونة هدفه الثاني في الدقيقة 68 . وبعد الهدف مُباشرة ، إنطلق بوشكاش من وسط الملعب ومرّر الكرة إلى دي ستيفانو ، وسجّل الهدف لريال مدريد ، ولكن وللمرّة الثانية ألغى الحكم الهدف بداعي التسلّل على دي ستيفانو - على الرغم بأنه كان لا يقف في موقف تسلل - .
الأمر لم يتوقّف عِند ذلك ، حيث سجّل ريال مدريد هدف آخر ولكنّه لم يُحتسب أيضًا من قِبل ليافي . الهدف الرابع ’ الملغي ’ أتى عن طريق خينتو ، ولكن حكم المُباراة قال بأن الكرة لم تتعدّى خط المرمى ، ليافي لم يمنع الهدف فحسب بل أنه لم يتشاور مع الحكم المُساعد - الذي كان يقف في مكان أفضل لـ مُشاهدة الكرة - .
وقبل إنتهاء المُباراة بأربعة دقائق سجّل ريال مدريد هدف ، ومن المُدهش بأن الحكم إحتسب الهدف ، لذا فإن الريال حاول بإستماتة تسجيل هدف التعادل ، وعندما رأى حكم المُباراة هذا الوضع ، أنهى المُباراة قبل إنتهاء الوقت المُحتسب بدل وقت الضائع .
وعلى عكس الآخرين ، لاعبين ريال مدريد لم يقوموا بـ أعمال هستيرية ، على الرغم من غضبهم المُبرّر ، ولكن كان لديهم ما يكفي من الشجاعة لـ تهنئة المُنافس .
جميع أوروبا بما فيهم إنجلترا - بلد حكمي المُباراتين - شاهدوا الآداء المُخزي من الحكم . جميع الصحف وضعت عناوينها للمُباة ، فـ صحيفة فرانس سوار في عددها الصادر في 26 نوفمبر ذكرت " صاحب الخمس بطولات في دوري أبطال أوروبا يحفظ ماء وجهه بـ هدف في الدقيقة 86 ، بعد أن ألغى الحكم ثلاثة أهداف " . أما صحيفة المويورير أون بيوتي فـ عنونت " الكبير يُهزم في الكامب نو بـ مُساعدة الحكم " وتابعت " حيث لم يسمح السيد ليافي بثلاثة أهداف للريال ، وبذلك يكون الحكم قد أبعد مدريد من المُسابقة الأوروبية " . لاعِبوا ريال مدريد خسِروا كأس أوروبا بكُل ظلم ، فهم كان يُقدِّمون كرة قدم تُعد الأفضل . عمومًا فإن برشلونة حقّق الإنتصار ولكن لم يُحقّق النجاح ، بل وحقّق أقل بكثير مِمّا نُسميه إنتصار .
ما الذي يُمكن أن يُفسّر هذا الظلم التحكيمي ضد ريال مدريد ؟ فـ بالرغم من الشك ولو لحظة في إحتمال أن يكون برشلونة أعطى رشوة لحُكّام المُباراة ولكن هذا الكلام ليس موثوق كثيرًا . لذا فإن هُنالك تفسير أكثر منطقية ، وهو أن يكون الإتحاد الأوروبي خشي من أنه إذا بقي مدريد يفوز بـ دوري أبطال أوروبا ، وبـ التالي فإن هذا من شأنه أن يُقلِّل من إهتمام الناس بـ البطولة . لذلك كان من مصلحتهم التخلص من ريال مدريد في أقرب وقت مُمكن . خصوصًا في ظل العلاقة المتوترة بين سانتياغو بيرنابيو والحُكّام ، والتي كانت سلبية من سلبيات رئيس الريال في دوري أبطال أوروبا .
هذه الحادثة لا يُمكن إتهام برشلونة بها . ولكن المُثير للإهتمام هو نشر نادي برشلونة مؤامرات تدّعي بأنها منعتهم من أن يكونوا " أكثر من مُجرد نادي " . والأمر الآخر المُثير للإهتمام هو تصرّف كِلا الناديين في حال التعرّض للظلم التحكيمي . وعلى الرغم من تأهل برشلونة إلى المُباراة النهائية في تلك النسخة ، إلا أنه خسِر أمام بنفيكا البرتغالي .
هذا وبعد أحد عشر يومًا من ’ نهب ’ الحُكّام المُباراة من ريال مدريد وإهدائها لـ برشلونة ، تمكّن مدريد من الفوز على برشلونة في الكامب نو بتسجيله خمسة أهداف . ولكن المُثير أن ريال مدريد كان قد عانى في نفس الموسم من التحكيم ، بشكلٍ مُغرض وأكثر من أي وقتٍ مضى . وبـ الرغم من ذلك ، إلا أن فوز الريال بـ الدوري أدّى إلى أن يجعل خصوم ريال مدريد يصطنعون خلافات وهمية على التحكيم ، وبدأ مُنذ ذلك الحين إدّعاء بأن الحكومة دعمت ريال مدريد .
الأربعاء مايو 15, 2013 9:36 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» كرانكا راموس كرستيانو بيبي في نهائي بطولة مدريد للتنس
الأربعاء مايو 15, 2013 9:30 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» HALA MADRID
السبت سبتمبر 01, 2012 2:55 am من طرف SANTIAGO BERNABEU
» صَورَ مُتحَركة " رِيَال مدَريد V.s برشلونة " السوَبر الإسَبآنِيّ
الجمعة أغسطس 24, 2012 9:04 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» [ برمو اعلان مباراة ذهاب كاس السوبر الاسبانيه من قناة الجزيرة الرياضيه ]
الخميس أغسطس 23, 2012 7:53 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» صور متحركه " سَيرَجيو رآمَوس يشارك في إعَلاَن رائِع لـ Gol Tv
الخميس أغسطس 23, 2012 7:49 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» HALA MADRID
الثلاثاء مايو 29, 2012 3:36 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» •● ||صور || أوزيل وخضيرة في سباق الفورمولا 1 في موناكو ●•
الثلاثاء مايو 29, 2012 3:22 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU
» •|[ صــور رآئــــعه و حصــــرية لـــ نجوم المرينغي و أخري - و عودة الاإبداع ]|•
الثلاثاء مايو 29, 2012 3:14 pm من طرف SANTIAGO BERNABEU